بعد مضي فترة طويلة من بذل الجهود المضنية، أعرب -مؤخراً – “غير بيدرسن”، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، عن قلقه الشديد بسبب تزايد حدة التطورات الإقليمية التي يمكن أن تجرف إلى سوريا إلى هاوية تلك المستجدات الجيوبوليتيكية في المنطقة التي تتدحرج مثل كرة الثلج نحو احتمالات لا تُحمد عقباها، مشيراً إلى استمرار الصراع السوري بكل تعقيده وارهاصات ما يدور اقليمياً. وخلال ترأسه لاجتماع فريق عمل وقف إطلاق النار التابع للمجموعة الدولية لدعم سوريا في جنيف، أكد “بيدرسن” على ضرورة أن تلتزم جميع الأطراف الرئيسية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووقف التصعيد. ودعا “غير بيدرسن” جميع الأطراف الفاعلة إلى العمل وفقاً للقوانين الدولية الإنسانية، مشدداً على أهمية حماية المدنيين والبنية التحتية في جميع الأوقات. وأكد المبعوث الأممي أن الطريق الوحيد لمعالجة الوضع الراهن المستدام هو اتباع نهج شامل وموثوق للحل السياسي، ودعمه بالدبلوماسية الدولية البناءة، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة، أصبحت سوريا بمثابة نقطة توتر متزايدة، حيث يتجلى تأثير الصراعات والتوترات الجارية في المنطقة بشكل متزايد. يعبر المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، عن قلقه البالغ إزاء هذا التصاعد، ويجدد دعوته المستمرة لجميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس والعمل على وقف التصعيد، مؤكداً على ضرورة الالتزام بالقوانين الدولية وحماية المدنيين والبنية التحتية.
تعكس التصريحات الأخيرة لبيدرسن وقلقه من تصاعد الأوضاع في سوريا حجم التحديات التي تواجه المنطقة. فالأزمات السياسية والأمنية التي تعصف بدول الجوار، وخاصة تلك المتأصلة في التواجد العسكري الأجنبي والمناوشات المستمرة، تسلط بظلالها على أرض سوريا، مما يزيد من تعقيد الوضع ويجعل الحلول السريعة أكثر تعقيداً.
أهمية التدخل الدولي والدبلوماسي الفعّال
تأتي أهمية التدخل الدولي والدبلوماسية الفعّالة في إحلال السلام والاستقرار في سوريا على وجه الخصوص. فإن تعزيز الجهود الدبلوماسية وتكثيف التعاون الدولي يعدان السبيل الوحيد للتصدي للتحديات الراهنة والتغلب على الصعوبات المتزايدة. يجب على المجتمع الدولي ان يعمل على الملف السوري بشكل جدي ومكثف لمساعدة السوريين في هذه الفترة العصيبة, والعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 يمثل إطاراً دولياً لهذا الغرض.
إن دعم المجتمع الدولي وتضافر جهود الدول الرئيسية في العملية السياسية يمثلان عنصراً أساسياً في إيجاد حلول دائمة ومستدامة للأزمة السورية. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة، إلا أن الإرادة الدولية المشتركة والتزام الجميع بالحوار والتفاهم يمكن أن تسهم في إيجاد مخرج لهذه الأزمة الدامية.
إن التصعيد الحالي للتوترات في سوريا يجعل الحاجة إلى تعزيز الجهود الدبلوماسية والسياسية أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. ولا بد من التأكيد على أهمية الالتزام بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وضرورة حماية المدنيين من آثار النزاع المستمر.
فإن تصاعد الأوضاع الإقليمية في سوريا يستدعي استجابة دولية فورية وتضافر جهود مشتركة لتخفيف التوترات والعمل نحو حل شامل ومستدام يعيد الاستقرار إلى هذه البقعة المنكوبة.
ضرورة الالتزام بحقوق الإنسان والقانون الدولي
من الضروري أيضاً التأكيد على أهمية الالتزام بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في جميع الأوقات وتحت جميع الظروف. يجب حماية المدنيين من آثار الحروب المستمر، وتحقيق العدالة والمساءلة لكل من يخالف القانون الدولي.
دور مجموعة عمل وقف إطلاق النار التابع للمجموعة الدولية لدعم سوريا
مجموعة عمل وقف إطلاق النار، التابعة للمجموعة الدولية لدعم سوريا، تلعب دوراً حيوياً في جهود تحقيق السلام والاستقرار في سوريا. تم تشكيل هذه المجموعة من أجل اتخاذ خطوات فورية لضمان الدعم الكامل من جميع أطراف النزاع لوقف الأعمال العدائية. وتضم المجموعة 27 عضواً من الدول الداعمة لسوريا، حيث تشارك دول مثل روسيا والولايات المتحدة في رئاستها.
تقوم مجموعة العمل بتنظيم اجتماعاتها بانتظام في جنيف، بغية:
- تقديم الدعم والتوجيه للجهود السياسية والدبلوماسية لوقف النزاع وإحلال السلام.
- تعمل أيضاً على تشجيع الحوار والتفاوض بين الأطراف المتنازعة.
- تعزيز التفاهم المتبادل وإيجاد حلول مستدامة للأزمة السورية.
من جانب آخر، يقوم مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا بدور السكرتارية لمجموعة العمل، حيث يولي جلَّ اهتمامه لإيجاد سبيل ما لتنظيم الاجتماعات بشكل فعال، وتنسيق الجهود بين الدول الأعضاء والأطراف المعنية.
لا شك إن مجموعة العمل لوقف إطلاق النار تبذل جهداً دولياً متكاملاً لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا، وإيجاد مسلك يساعد القنوات الرئيسية تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المتنازعة، مما يوفر في النهاية خلق حلول سلمية ومستدامة للأزمة السورية.
ختاماً:
إن تصاعد التوترات في سوريا يعكس تحديات كبيرة تتطلب استجابة دولية فورية وتضافر جهود دولية مشتركة. ويرى أنه يجب على المجتمع الدولي أن يبذل جهوداً حقيقية ومتواصلة لتخفيف التوترات والعمل على إحلال السلام والاستقرار باعتبار أنَّ هذه البقعة منكوبة وأحوالها معقدة وليس باليسر ايجاد مفتاح سحري كي تتعافى . وليس أمامنا سوى الالتزام الصادق بقيم العدالة وحقوق الإنسان والاسراع بتحقيق السلام، وهذه هي خارطة الطريق الوحيدة للخروج من هذه الأزمة الإنسانية الجسيمة.