مقدمة
بعد ان لاحظ المراقبون السياسيون فتور موقف موسكو تجاه الجدوى التي آلت اليها المفاوضات المتكررة في استانا, لكن اقتراح المبعوث الأممي إلى سوريا بيدرسن مؤخراً تجديد جولات حوار تمهيدية مع جميع الأطراف التي كانت متحمسة لعقد المزيد من الجولات في ذالك الحين, لكن التغيرات السياسية على الساحة الشرق اوسطية جاءت مناسبة لاحياء فعالية منصة استانا.
وقد رشحت اليوم اخبار تفيد بان وفد المعارضة السورية غادر الأراضي التركية متوجهاً إلى أستانا / كازاخستان اليوم الإثنين لحضور الجولة 21 من محادثات أستانة للسلام في سوريا، بعد إعلان التي سوف تفتتح يومي 24 و25 من شهر كانون الثاني الجاري، بدعوة من الدول الضامنة (تركيا، روسيا، إيران).
تتوجه الأنظار إلى الجولة الحادية والعشرين من محادثات أستانا للسلام في سوريا، حيث يتوقع حدوث اختلافات في الرأي
على النحو الذي شهدته المفاوضات عبر السنين المنصرمة, لأن مفرزات هذه المفاوضات لم تثمر في السابق الا بمزيد من التعقيدات التي تسببت فيها التطورات الجيوسياسية في المنطقة.
التطورات الحالية في الساحة السورية
تشهد الساحة السورية تطورات معقدة، حيث يتواصل التصعيد في إدلب مع قصف جوي مستمر، مما يؤدي إلى تصاعد الأوضاع الإنسانية وارتفاع عدد الضحايا المدنيين. ينصب اهتمام المجتمع الدولي على هذه الأحداث وعلى وقف الانتهاكات في المنطقة.
تحديات وآفاق مفاوضات أستانا 21
- وقف الانتهاكات في الشمال السوري: يشكل وقف الانتهاكات في الشمال السوري أحد أبرز الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات. يتوقع أن يعمل وفد المعارضة على التركيز على هذا الملف والضغط لوقف التصعيد العسكري في المنطقة.
- ملف المعتقلين: تظل قضية المعتقلين والمفقودين ذات أهمية كبيرة. يتوقع أن يطالب الوفد السوري بحل سريع وشفاف لهذه القضية، مع التأكيد على حقوق الإنسان والإفراج العاجل عن المعتقلين.
- استئناف اللجنة الدستورية: يعد استئناف اللجنة الدستورية في جنيف أحد الأهداف الرئيسية للمبعوث الدولي بيدرسن. من المتوقع أن يشدد وفد المعارضة على أهمية تحقيق تقدم في هذا السياق.
- تغيرات في العلاقات الدولية: تأثير التغيرات الاستراتيجية بما يرتبط بالعلاقات البينية بين روسيا وإيران وتركيا قد يظهر بشكل واضح في المفاوضات, قد ترتبط هذه التحولات بالتطورات الإقليمية وعودة محتملة للولايات المتحدة إلى المنطقة.
تأثيرات متوقعة ومأمولة
- تعزيز الهدنة في إدلب: يتوقع أن تتجه المفاوضات نحو تحقيق هدنة في إدلب بهدف وقف التصعيد العسكري وتخفيف الضغط على المدنيين.
- تسريع عمل اللجنة الدستورية: من الممكن أن يشجع الحديث عن استئناف اللجنة الدستورية على تسارع الجهود في هذا الاتجاه، مع إيلاء اهتمام خاص لضمان تمثيل شامل وعادل.
- تغيير في الديناميات الإقليمية: قد يؤدي أي تحول في علاقات روسيا وإيران وتركيا إلى تغيير في الديناميات الإقليمية، مما يؤثر على الحلول الممكنة للأزمة السورية.
ختامًا
تبقى مفرزات مفاوضات أستانا 21 لا تعدو اكثر من فرصة لتحقيق تقدم نظري في حل الأزمة السورية التي تواجه مزيداً من التحديات الكبيرة التي تتطلب تعاونًا دوليًا فعّالًا مع الالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة, ويبقى السؤال المطروح عند السوريين هل هنالك إمكانية تحقيق التوازن بين المصالح الإقليمية والدولية كي يكون مفتاحًا لتحقيق السلام في سوريا.
حلب يعتبرها العصملي ما زالت سنجقاً من ولاياتهم … ولكنَّ الإيراني والروسي متطفلان فقط.
الكلُّ يلعب على الكلِّ ونحن ملعبهم كالمتفرجين. ويا للأسف!