مقدمة:
بعد أكثر من 13 عام من الصراع، لا تزال سوريا تمثل أكبر أزمة لاجئين. منذ عام 2011، أُجبر أكثر من 14 مليون سوري على الفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان. ولا يزال أكثر من 7.2 مليون سوري نازحين داخلياً في بلدهم، حيث يحتاج 70% من السكان إلى المساعدة الإنسانية ويعيش 90% منهم تحت خط الفقر. يعيش حوالي 5.5 مليون لاجئ سوري في الدول الخمس المجاورة لسوريا – تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر. وتعد ألمانيا أكبر دولة مضيفة غير مجاورة حيث تضم أكثر من 850 ألف لاجئ سوري.
متى بدأت أزمة اللاجئين السوريين؟
بدأت أزمة اللاجئين السوريين في مارس/آذار 2011 نتيجة لحملة القمع الحكومية العنيفة على المظاهرات العامة الداعمة للمراهقين الذين تم اعتقالهم بسبب كتاباتهم المناهضة للحكومة على الجدران في مدينة درعا الجنوبية. وأثارت الاعتقالات مظاهرات عامة في جميع أنحاء سوريا، تم قمعها بعنف من قبل قوات أمن نظام بشار الاسد. وسرعان ما تصاعد الصراع وانزلقت البلاد إلى حرب طاحنة أجبرت ملايين الأسر السورية على الفرار من منازلها. وبعد مرور ثلاثة عشر عاماً، لا يزال الصراع مستمراً، حيث يواصل السوريون دفع الثمن – حيث يحتاج أكثر من 16.7 مليون شخص في سوريا إلى المساعدة الإنسانية، وهو ما يمثل 70% من السكان.
أكبر التحديات التي يواجهها اللاجئين السوريين؟
يعد النزوح الذي طال أمده، والحرب في أوكرانيا، والتضخم العالمي، والزلازل التي ضربت جنوب شرق تركيا وشمال سوريا، من أكبر التحديات التي يواجهها السوريون حالياً.
وانتشار الفقر والبطالة على نطاق واسع داخل سوريا، حيث يعيش أكثر من 90% من السكان في سوريا تحت خط الفقر. وبحلول عام 2024، تضاعفت تكلفة السلة الغذائية مقارنة بشهر يناير/كانون الثاني 2023، وتضاعفت أربع مرات في العامين الماضيين. ويعاني ما يقدر بنحو 12.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي نتيجة للأزمة الاقتصادية.
كما تدهور وضع اللاجئين السوريين الذين يعيشون في البلدان المضيفة المجاورة. أدت التحديات الاقتصادية في البلدان المجاورة مثل لبنان إلى دفع السوريين في البلاد إلى الفقر، حيث يعتمد أكثر من 90 بالمائة من اللاجئين السوريين على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء. وفي الأردن، أفاد أكثر من 93% من الأسر السورية بأنها مديونة لتغطية احتياجاتها الأساسية. لا يستطيع تسعون بالمائة من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا تغطية نفقاتهم الشهرية أو احتياجاتهم الأساسية بالكامل.
لقد فقد ملايين اللاجئين سبل عيشهم وأصبحوا غير قادرين على نحو متزايد على تلبية احتياجاتهم الأساسية – بما في ذلك الحصول على المياه النظيفة والكهرباء والغذاء والدواء ودفع الإيجار. كما أن الانكماش الاقتصادي قد عرّضهم لمخاطر حماية متعددة، مثل عمالة الأطفال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والزواج المبكر وغيرها من أشكال الاستغلال.
الأطفال السوريون هم من دفع الثمن؟
كان لثلاثة عشر عاماً من الأزمة تأثير عميق على الأطفال السوريين. لقد تعرضوا للعنف والهجمات العشوائية، وفقدوا أحباءهم ومنازلهم وممتلكاتهم وكل شيء كانوا يعرفونه من قبل. لقد كبروا وهم لا يعرفون سوى الأزمة. اليوم، أكثر من 47% من اللاجئين السوريين في المنطقة هم دون سن 18 عامًا وأكثر من ثلثهم لا يحصلون على التعليم. وفي سوريا، هناك أكثر من 2.4 مليون طفل خارج المدرسة، و1.6 مليون طفل معرضون لخطر التسرب.
يتم تقويض حقوق الأطفال خلال الأزمة بشكل يومي. لقد وقع عدد متزايد من الأطفال السوريين ضحية عمالة الأطفال، مع تضاعف الحالات في لبنان تقريباً خلال عام واحد فقط.
ترحيل السوريين من العراق الى سوريا
ترتبط عمليات ترحيل السوريين من العراق إلى سوريا بالعديد من القضايا القانونية والإنسانية والسياسية. بالنظر إلى الوضع الراهن في سوريا، حيث لا تزال البلاد تشهد صراعات وانتهاكات لحقوق الإنسان وتدهوراً في الأوضاع الإنسانية، يمكن أن يكون ترحيل السوريين إلى هناك خياراً محفوفاً بالمخاطر.
ومع ذلك، يثير ترحيل اللاجئين إلى سورية التي تشهد صراعات وتحديات أمنية واقتصادية مستمرة، مخاوف بشأن سلامتهم يجب على العراق ايقاف الترحيل لان ترحيل اللجئين السوريين سوف يعرض حياتهم الى خطر.
تم في بداية أغسطس عام 2023، اعتقال أربعة أشخاص عند وصولهم إلى مطار دمشق الدولي عائدين من العراق من قبل قوات النظام السوري.
حسبما نقل موقع “نورث برس” عن رئيس منظمة “جاني روج” الإنسانية، رشيد علي جان، فقد تم ترحيل 13 شاباً سورياً قسراً من مطار بغداد الدولي إلى مطار دمشق، حيث تم اعتقال أربعة منهم ونقلهم إلى مراكز النظام الأمنية فور وصولهم.
ترحيل اللاجئين السوريين من لبنان
يواجه اللاجئون السوريون في لبنان تحديات إنسانية خطيرة في ظل التصاعد الحالي للتوترات والعنف. يتعرض هؤلاء اللاجئين للاعتداءات والتمييز والتحريض ضدهم، وخاصةً بعد جريمة قتل “باسكال سليمان” مسؤول في القوات اللبنانية، حيث تم توريط بعض السوريين في هذه الجريمة. يبدو منطقياً أن يكون السوريون اللاجئون في لبنان عاجزين عن ارتكاب جريمة كهذه، ولا يمكنهم نقل جثمان الضحية عبر الحدود بدون مساعدة أو دعم.
يجب على السلطات اللبنانية اتخاذ إجراءات فعالة لحماية اللاجئين السوريين من التمييز والعنف، وضمان سلامتهم. وعلى القيادات السياسية والدينية والمجتمعية أن تعمل على تهدئة التوترات وتعزيز التعايش السلمي بين المجتمعات المحلية.
ترحيل السوريين من تركيا
شهدت تركيا حملة قمع جديدة تجاه اللاجئون السوريون، حيث أظهرت بيانات وزارة الداخلية أنه تم القبض على 173 ألف شخص في الأشهر الستة الماضية، مما يشير إلى ارتفاع كبير مقارنة بالعام السابق. تم ترحيل نحو 44572 شخصاً نتيجة فحص الوثائق في 30 مدينة خلال نفس الفترة.
رغم أن تركيا استضافت أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري، فإنها لم تعد تقبل بأن تكون “بلداً هدفاً أو ترانزيت” للهجرة. يظل عدد المهاجرين غير الشرعيين غير معروف.
السوريون الواصلون حديثاً إلى تركيا يواجهون صعوبة في الحصول على وضع “الحماية المؤقتة“، حيث أن عملية التسجيل تم إغلاقها في العديد من المدن الكبرى، مما يجعل الخروج غير آمن. القصص الشخصية تُظهر صعوبة الحياة، حيث يعيش البعض تحت التهديد المستمر من دوريات الشرطة والتحركات المحدودة.