تشهد الإستراتيجية العسكرية الإيرانية في شرق سورية تصاعداً ملحوظاً خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث زادت الهجمات على قواعد التحالف الدولي شمال شرق سورية، المسار السياسي لهذا التصعيد يظهر بوضوح في الهجمات المتكررة التي تستهدف قواعد القوات الأمريكية، وتأتي هذه الهجمات في سياق التوتُّرات الإقليمية، بينها الصراع في غزة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
تشير التقارير إلى وجود تنسيق متزايد للهجمات من قِبَل الميليشيات الإيرانية في العراق وسورية، بهدف استغلال السخط العام وتوسيع نفوذ إيران في سورية. يتضح أن هذه الاعتداءات تعتمد على استخدام أساليب متنوعة، بدءًا من الطائرات بدون طيار والصواريخ البدائية الصنع، وصولاً إلى قذائف الهاون.
في إطار التصاعد الحالي، قامت القوات الأمريكية بشن غارات جوية على الميليشيات الإيرانية في دير الزور والبوكمال، مؤكدة أن هذه الإجراءات تأتي في سياق دفاع عن النفس. ورغم تصاعد الأحداث، تظهر الجماعات التي تتبنى المسؤولية عن الهجمات بوصفها “المقاومة الإسلامية في العراق”، وهو اختيار استراتيجي يتجنب توريط فصائل معينة ويحول دون ممارسة الضغط السياسي على الحكومات المحلية.
من ناحية أخرى، يظهر أن إيران تعمل على تعزيز تواجدها العسكري في شرق سورية من خلال توريد المزيد من الأسلحة وتكثيف التدريبات للقوات المحلية. ويُشير التقرير إلى أن الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني تلعب دورًا حاسمًا في تلك الجهود، مع محاولات لجني الدعم من زعماء القبائل العربية.
التصاعد الحالي يحمل على الأغلب توجهاً نحو هجمات أكبر وأكثر تأثيراً على قواعد التحالف الدولي، مما يُعزز من موقف إيران ويثير تساؤلات حول تأثيره على القرارات السياسية في المنطقة. في هذا السياق، يُشير التقرير إلى أن التحالف الدولي قد أظهر صمتاً طويلاً بشأن التدخلات الإيرانية، مما قد يعيد تقويض الأمان الإقليمي ويعرض السكان المحليين للمزيد من المخاطر.
العمل العسكري الإيراني:
أسلوب العمل العسكري الإيراني، والذي يعتمد بشكل كبير على ما يعرف بالمنطقة الرمادية، وهي منطقة تكمن بين الحرب والسلم. إليك بعض النقاط الرئيسية التي يمكن التعليق عليها:
- استخدام المنطقة الرمادية: يتبنى النظام الإيراني استراتيجية تتيح له التحرك بين الحرب والسلم باستمرار. يتيح له هذا النهج تحقيق أهدافه دون الدخول في صدامات مباشرة قد تكون لها تبعات كبيرة.
- إدارة المخاطر والحيلولة دون التصاعد: يسعى النظام الإيراني إلى إدارة المخاطر وتجنب التصعيد العسكري، مما يمكنه من تحقيق أهدافه بشكل أكثر فعالية وبدون التورط في صراعات كبيرة.
- أدوات متنوعة للعمل في المنطقة الرمادية: يستخدم النظام الإيراني مجموعة متنوعة من الأدوات لتحقيق أهدافه في المنطقة الرمادية، بما في ذلك الأنشطة السرية والعلنية، واستخدام وكلاء في الأرض وفي الفضاء السيبراني.
- تفاوض بالمطرقة والسندان: يستخدم النظام الإيراني التهديد العسكري والتحركات العسكرية كوسيلة للتفاوض والتأثير على القوى الإقليمية والدولية.
- القوة الجوية والصاروخية: يعتمد النظام الإيراني بشكل كبير على القوة الجوية والصاروخية، بما في ذلك استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ لتحقيق أهدافه العسكرية.
- ضربة على الكعب وضربة على الحافر: على الرغم من تفضيل النظام للعمل في المنطقة الرمادية، إلا أنه يظهر أحيانًا استعدادًا للاستخدام العلني للقوة، خاصةً في حالات تعتبر ضرورية من وجهة نظره.
- تجربة التحالفات والمخاطر: يشير النص إلى أن التحالفات والتعاون مع وكلاء في المنطقة تشكل جزءًا من استراتيجية إيران في تحقيق أهدافها.
خلاصةً..
يظهر هذا النهج الايراني التغيرات في تبني استراتيجية فعّالة لتحقيق أهدافها بتوسيع العمل في المنطقة الرمادية وتعزيز تأثيرها الإقليمي.