الأشجار تموت واقفة..
تاريخ البلدات والمدن له أبعاد تاريخية مختلفة تُضفي عليها طابعًا خاصًا. إحدى هذه المدن هي ميسلون، والتي تقع على مدخل دمشق الغربي. على مر العصور، تحوّلت ميسلون إلى رمز للصمود والتضحية، وقصة البطل يوسف العظمة تجسد هذا الروح.
في الرابع والعشرين من تموز، في عام 1920، ذهب يوسف العظمة إلى ميسلون مع بقايا جيشه العربي. كانت هذه المعركة للدفاع عن أرض الوطن ومنع دخول الاحتلال الفرنسي إلى دمشق دون قتال. رغم اعتراض حكومته وتراجعها عن دعمهم للمقاومة، قرر يوسف العظمة أن يواجه العدوان بكل شجاعة.
يعتبر يوسف العظمة واحدًا من أبطال سوريا الذين لم يكن لديهم أي تردد في مواجهة العدو حينما كانوا يدركون أن الهزيمة حتمية. تقدم بجيشه إلى ميسلون واستودع ابنته للملك فيصل، الذي تولى رعايتها بعد وفاته. يوسف العظمة كان يدرك جيدًا أن الانتصار ليس هو الهدف الوحيد، بل التصدي للعدو والدفاع عن كرامة الوطن هو ما يمنح الحياة معنى حقيقيًا.
ومع ذلك، لم تكن القرارات السياسية دائمًا تلبي تطلعات الشعب السوري. فقد تردد الملك فيصل في تصعيد المقاومة بسبب مخاوف من الحفاظ على المملكة الجديدة التي قامت بتأسيسها. ولكن هذا التردد أثر بشكل كبير على معركة ميسلون وأدى إلى هزيمتها.
تاريخ ميسلون ويوسف العظمة يشكلان جزءًا لا يتجزأ من تاريخ سوريا. إن هذه المعركة النضالية والتضحية أصبحت رمزًا للشجب والكرامة. إن تصميم يوسف العظمة على المضي قدمًا رغم التحديات والهزائم جعله رمزًا للرجولة والكبرياء.
يظل تمثال يوسف العظمة في ساحة المحافظة شاهدًا على تاريخ هذا البطل وتضحيته من أجل وطنه. إنه تذكير دائم بأهمية الصمود والتضحية في وجه الاستعمار والظروف الصعبة. ميسلون ويوسف العظمة هما جزء من تاريخ سوريا الكبير والمجيد الذي يلهم الأجيال الحالية والمستقبلية.
تعليقات 1