تحل اليوم الذكرى العاشرة لمجزرة “الجورة والقصور” التي ارتكبتها قوات النظام السوري في 25 سبتمبر 2012. كانت هذه المجزرة واحدة من أكبر الفظائع التي شهدتها سوريا منذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، حيث نفذت قوات “الحرس الجمهوري” و”الفرقة الرابعة” وبعض عناصر الميليشيات الإيرانية هذه الجريمة المروعة.
في صباح يوم 25 سبتمبر 2012، اقتحمت قوات النظام السوري حيي “الجورة” و”القصور” في مدينة دير الزور. كانت المدينة مطوقة من جهتها الجنوبية بمئات الدبابات والمدرعات وآلاف الجنود. قُسم حي “الجورة” إلى ثلاثة قطاعات لتبدأ عملية قصف الحي بالمدفعية والدبابات، وبعدها انتشرت الدبابات في الشوارع ترافقها سيارات تحمل عناصر الحرس الجمهوري، وكان بعضهم يحمل سيوفاً.
أسفر الاجتياح عن مجزرة مروعة طالت ما يزيد على 400 مدني. جمعت عناصر النظام الشباب والرجال بشكل عشوائي في حارات الحي، ثم تم قتلهم بطرق عديدة؛ بالرصاص، ذبحاً بالسكاكين، أو حتى حرقاً في الأفران. بقي مصير العشرات مجهولاً حتى الساعة، حيث عُثر على جثث متفحمة في منطقة المقابر في الجهة الجنوبية للمدينة.
وفقًا لشهادات من أبناء الحيين، كانت غالبية الضحايا من الرجال تحت سن الأربعين، تم قتلهم ميدانيًا بالرصاص أو ذبحاً بالسكاكين، ثم حرق جثثهم. أشار شهود عيان إلى أن بعض الجثث كانت متفحمة تماماً، ما رجح استخدام النظام لمواد كيميائية. يروي بهاء سليمان، أحد الناجين: “في المساء عندما عدت إلى منزلي القريب من جامع المهاجرين، شاهدت مجزرة مروعة، حيث قامت قوات الحرس بإخراج عمال فرن (النعمة) وحجزهم في أحد المنازل ثم رشوا عليهم مادة بيضاء اللون وأحرقوهم جميعاً”.
منفذو المجزرة
عرابا هذه المجزرة كانا العقيد علي خزام والعقيد عصام زهر الدين، اللذين ينتسبان للحرس الجمهوري، تحت إشراف اللواء جامع جامع، رئيس فرع الأمن العسكري في دير الزور حينئذ وبتوصية من محافظ دير الزور سمير عثمان الشيخ.
الخلاصة
مجزرة “الجورة والقصور” تبقى واحدة من أحلك الصفحات في تاريخ سوريا الحديث، تذكيراً بأهوال الحرب وضرورة السعي المستمر لتحقيق العدالة والمحاسبة لمرتكبي الجرائم ضد الإنسانية. تعتبر هذه الذكرى نداءً لجميع السوريين والعالم بأسره لتكثيف الجهود لملاحقة الجناة وضمان عدم تكرار مثل هذه الفظائع.
تعليقات 1